كتاب التعليم والتنمية البشرية

0 نجمة - 0 صوت

التعليم والتنمية البشرية

أ.د/ سلمان زيدان

تصنيف الكتاب: كتب الأدب

عدد الصفحات: 61

حجم الكتاب: 1.7 MB

مرات التحميل: 25


وصف الكتاب :-

هناك حقيقة مؤداهّا أن التعليمَ حجرُ الزاوية في الحياة الانسانية، ويعتبرُ الركنَ الحاسم في تطوّر روافد الحياة البشرية والمادية والتقنية والاعتبارية، إذ بالتعليم تتحققُ التنمية في الهياكل الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والسياسية والعسكرية وسواها، وبما يؤدي إلى تطوّر في النظام الاجتماعي والاقتصادي والعلمي ككلّ، ولن يتحقق ذلك إلا عن طريق التنسيق والتكامل بين المتغيرات الفكرية والاجتماعية للناس والمؤسسات والمنظمات، أي إحداث تغييرات وتطويرات إيجابية في التنظيم السلوكي للموارد البشرية أولاً، وثانياً في تحسين الأداء على صعيد الطاقات الوظيفية، الادارية والفنية والانتاجية والخدمية. وهنا يتميزُ التعليمُ بالدور الريادي لإحداث هذا التطوير والتحسين المنشود لدائرة العلم والعمل. فإذا كانت آيات القرآن الكريم تؤكّد أن تغيير أحوال الناس مرتبط بتغيير ما بأنفسهم، ومن ثم ينعكس على سلوكياتهم، استنادا الى قوله سبحانه وتعالى: (ذلك بأنَّ اللهَ لم يكُّ مُغيّراً نعمةً أنعمَهَا عَلىَ قومٍ حَتى يُغيرّوُا مَا بأنفسِهم وإن اللهّ سميعٌ عليمٌ) (سورة الأنفال: الآية 53)، وعليه، فإن تغييرَ ما في النفوس، كتمهيد ضروري لتغيير السلوكيات نحو الأفضل، يمكنُ أن يتحقق بالإيمان والقناعة بالتعليم، بكل فروعه وتخصصاته ومستوياته. من طرف ثان، لم تعد التنمية الشاملة المستدامة تعتمد على رأس المال المادي فقط، بل إن الاحتياج الأكثر أهمية يتمثّل في وجود قوى عاملة مدرّبة ومؤهلة على الإنتاج الأكثر، والنوعية الأفضل، إذ تشكلُ هذه القوى الرأس مال البشري الذي يتراكم من خلال التعليم. وتؤكّد الإحصائيات، أن الفجوة بين مؤشرات التعليم والتنمية البشرية في الدول النامية من ناحية، والدول الصناعية المتقدمة من ناحية أخرى، تزداد لصالح الدول المتقدمة، وهو ما يؤكد العلاقة الوثيقة بين التعليم وتنمية الموارد البشرية ومستويات المعيشة؛ ومن هنا تظهر أهمية التعليم في تنمية الموارد البشرية، وبالتالي في رفع مستويات المعيشة، وما يقترن بها من استقرار وأمن وطمأنينة وبناء مادي من دون توقف، بل تقدم الى أمام.

هذه الدراسة تهتم بالتعليم وعلاقته بالتنمية البشرية وما يستتبعها من أدوار وخيارات وروافد روحية واعتبارية ومادية، وسنتعرض فيها الى الجانب التعليمي فيها، المتصل باللاجئين، منطلقاً أساسيّاً في المنهاج الانساني الأصيل والأخلاقي المبدئي، حيث نستشف صورة التعليم المرغوب فيه، سواء بالنسبة للعلوم الدقيقة أو العلوم الإنسانية أو العلوم التي لها طابع مهني عصري، تنفتح على سوق الأعمال ومتغيراتها، من جهة، وما يصيب اللاجئين من خيارات البقاء والنمو في روافد الحياة الاعتبارية والمعنوية والنفسية والمادية، من جهة أخرى.


كتب ذات صلة

تقييم كتاب التعليم والتنمية البشرية

بماذا تقيّمه؟