0 نجمة - 0 صوت
صالح الحنفي
تصنيف الكتاب: كتب السياسة
الناشر: مكتبة جزيرة الورد
عدد الصفحات: 209
حجم الكتاب: 5.3 MB
كتاب الاغتيال الثاني للسادات . كتاب شيق يتناول الكاتب سيرة وعصر السادات ويحلل شخصيته وقراراته المثيرة والصادمة برؤية مختلفة وبارعة، ويبرهن على عبقرية السادات وسبقه لعصره، مستنداً بأدلة ووثائق، لرد اعتبار الرجل الذى حرر مصر ، وأرسى السلام.
هكذا يمكن أن نبدأ حديثنا عن الرئيس السادات وهكذا أيضاً يمكن أن ننهي حديثنا عنه بـ "علامات تعجب"؛ فقد مثلت حياة الرجل وسيرته وسنوات حكمه سلسلة من المفاجآت والألغاز التي صعب علي المؤرخين والمفكرين والكتاب فك طلاسمها.. إنها شخصية محيرة بالفعل.. فقد سارت حياته بطريقة درامية يصعب علي خيال أمهر كتاب الروايات والقصص تصورها ونسج أحداثها المشحونة وانعطافتها المختلفة وتحولاتها المفاجئة ومغامراتها المشوقة.. فمن ضابط في الجيش المصري إلي سجين سياسي مشرد إلي سواق إلي حمّال إلي أحد ضباط الثورة إلي رئيس مجلس الأمة إلي رئيس الجمهورية!! ولم ينضب صندوق المفاجآت والألغاز، فبعد وصول السادات إلي سدة الحكم يبدو عليه الضعف لخصومه وملامح الفلاح طيب القلب المغلوب علي أمره، نراه يخلع هذا القناع ويكشف عن مكر الفلاح ودهائه فيطيح بكل خصومه ومعارضيه بضربة واحدة! وبينما يستهل عهده بنزع أسنان الديكتاتورية فيفتح السجون والمعتقلات ويلغي الرقابة ويرسي قواعد الديمقراطية، نجده ينهي حياته بزرع أنياب حادة لديمقراطيته فيعتقل عدداً كبيراً من جميع القوي المعارضة ومن مختلف التيارات السياسية! وحينما كانت روح اليأس تسيطر علي الشعب المصري من إمكانية قيام الحرب وتحقيق النصر، ومع اطمئنان العدو، وبينما يغط العالم في سبات عميق، فاجأ السادات الجميع بقيام الحرب وتحويل الهزيمة القاسية إلي نصر مؤزر في ست ساعات!
ومع يأس الجميع في إمكانية حل الصراع العربي الإسرائيلي وإحلال السلام، أذهل السادات عقول الجميع بزيارته التاريخية للقدس وذهابه إلي عقر دار عدوه الذي امتد صراعه معنا لأكثر من ربع قرن ثم يبرم معه معاهدة سلام!
ورغم أن السادات هو الذي أفرج عن الجماعات الإسلامية وأعطي لها قبلة الحياة ورعاها، تنتهي حياته بالإغتيال علي أيدي أفراد من إحدي هذه الجماعات!
ولم يكن السادات كالكثير من الحكام الذين أصبحوا في ذمة التاريخ وحُسم ما لهم وما عليهم؛ حيث ترك الرجل بعد موته تركة ثقيلة من القرارات التي وصفها بالصدمات السياسية أدهشت العالم وهزته من أعماقه وانقسم حولها الجميع، فبينما يري الغرب السادات أحد أعظم القادة في القرن العشرين، يراه العرب الخائن الأعظم للقضية العربية! وتحركت رؤية المصريين للسادات بشكل بندولي بين الفريقين، وبعد مرور أكثر من ربع قرن علي وفاة السادات ما يزال إلي هذا اليوم محل جدل لا يهدأ ولا يستقر في كل الأوساط وعلي كل المستويات المحلية والدولية، أما عن رؤية كاتب هذه السطور فلم تكن أقل حيرة ممن سبقوه ولكن بالنظر إلي منجزات السادات وبالنظر إلي أخطائه، وبالنظر إلي بعض قراراته التي أثبت الزمن أن له بعد نظر فيها نراه: أخطأ كما أخطأ سواه ولكنه أصاب أكثر مما أصاب كثيرون، ورغم إثارته للجدل فإنه جدير بالإحترام، ورغم سلبياته، فإنه من أعظم الشخصيات في تاريخ مصر. لكن البعض أطلقوا العنان لاقلامهم تنهش سيرته بعد موته وكرسوا جهدهم لإظهار عهد الرجل بأنه سلسلة متصلة من الأخطاء وجردوه من كل إنجازاته، وأوغلوا أقلامهم في صدر أحد رموز التاريخ فكان "الإغتيال الثاني للسادات".
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف
بماذا تقيّمه؟