القواعد الفقهية بين الأصالة والتوجيه

هذا كتاب بينت فيه الفرق بين قواعد الفقه وضوابطه، والفرق بين قواعد الفقه وقواعد أصول الفقه، وبينت فيه الفرق بين القواعد الفقهية والنظريات الفقهية، وبينت فيه الفرق بين الأشباه والنظائر من جهة وبين الأشباه والنظائر والفروق الفقهية من جهة أخري.

ثم تكلمت فيه عن نشأة هذا العلم وارتقائه بإيجاز، ثم ذكرت أهم الكتب التي ألفت فيه عند أصحاب كل مذهب من المذاهب الأربعة.

ثم شرحت كثيراً من القواعد المتفق عليها والمختلف فيها شرحاً وسطاً لا هو بالطويل الممل، ولا بالمختصر المخل، وبأسلوب عصري يناسب طلاب العلم علي اختلاف درجاتهم في الثقافة والفهم.

وقد ذكرت في شرح كل قاعدة أمثلة مقتبسة من واقعنا معبرة عن روح عصرنا، ملبية لما نحتاج إليه في أمور ديننا ودنيانا.

وقد رجعت في جمع هذه القواعد وشرحها إلي أهم المراجع وأوثقها، وعرضت كل قاعدة علي كتاب الله تعالي وسنة رسوله (صلي الله عليه وسلم) وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده، فإن وقع في نفسي شئ في قاعدة من القواعد في أي حيثية من الحيثيات أو أي جزئية من الجزئيات ولم أجد من الفقهاء من وقع له مثل ما وقع لي من الظن - صرحت بما أجده في نفسي، وبينت فيه رأيي ليعلم القارئ أنه ليس بالرأي الذي ينبغي أن يُعتمد، لأني والله يشهد علي ذلك لست أهلاً للإجتهاد، ولا أنا من رجال الفقه المبرزين، ولكني قد وهبني الله شيئاً من العلم، ومنحني خبرة في البحث والدرس، وأمدني بعون منه في تحصيل ما أسعي إلي تحصيله، ورزقني الوقت الكافي للتأليف والتصنيف في العلوم الشرعية واللغوية، وحسبي أنني أفهم ما أقرأ ثم أبث ما قد فهمته للقراء في كتبي ليكون عوناً لهم علي فهم أمور دينهم ودنياهم.

وإنني قد عقدت العزم علي أن أضع في كل علم من العلوم الشرعية واللغوية كتاباً بأسلوب عصري يخلو من الغرابة والتعقيد والحشو والتطويل، ويصلح للتدريس في المعاهد والمساجد وغيرها بحيث لا يستعصي فهمه علي العامة، ولا يستغني عنه الخاصة.