0 نجمة - 0 صوت
أ.د/ إيثار عبدالهادي آل فيحان
تصنيف الكتاب: كتب الإقتصاد
عدد الصفحات: 30
حجم الكتاب: 1.2 MB
مرات التحميل: 12
أُشتق مصطلح المقارنة المرجعية من علم المساحة. إذ يستخدم المساحون منذ مئات السنين علامات ضفة -–Benchmarks بعدها نقاطا" مرجعية –Reference Points-، لمواضع محددة مسبقا" تقّوم إستنادا" اليها النقاط الاخرى.
يقصد بعلامة الضفة "مقياس او نقطة مرجع يقاس ويقوم الشيء استناداً اليها". ويعنى بها في ادبيات الاعمال، مستوى الاداء الافضل. فعندما يستغرق تطوير منتوج المنظمة (12) شهراً قياسا بـ (8) اشهر لافضل منافسيها، تغدو مدة (8) اشهر العلامة المرجعية التنافسية. في حين يكون مستوى اداء منظمة اخرى غير منافسة ذات منتوج مشابه تستغرق مدة تطويره (7) اشهر، هو العلامة المرجعية ذات المرتبة الافضل. عليه تعرف المقارنة المرجعية بأنها "مقاييس اداء نوعية وكمية لتلبية والتفوق على توقعات المنتفع. عن طريق تعلم المعرفة من الآخرين، كونها "عملية تعلم ممارسات لمجالات محددة في منظمات منافسة وغير منافسة" ومن اجل ايجاد تلك الممارسات الافضل، فانه ينبغي ان تقوم المنظمة قياساً الى اخرى لفهم ماذا –What- تعمل، وكيف –How- تعمل، ولماذا –Why- تعمل هذا الشيء. كما ان تعلم ممارسات المنظمات الاخرى لا يعني استنساخها بل تطويعها لظروف المنظمة المعنية. هذا من جهة، ومن جهة اخرى فأن تطور المنظمات المنافسة يتواصل اثناء زمن المقارنة المرجعية وبذا تستمر الفجوة برغم التحسين، لذا لا ينبغي التوقف عند مواكبة تطور الاخرين وحسب، بل استهداف التفوق عن طريق نظرة مستقبلية تروم الافضل. ووفقا لهذا الرؤية, يعنى بالمقارنة المرجعية بحث وتطبيق مستمرين للجديد من الافكار والممارسات والمعالجات لقادة الصناعة" وللقادة في صناعات اخرى غير منافسة ايضاً. اذ قد تكون الممارسات الافضل لوظيفة التوزيع او الموارد البشرية في صناعات غير منافسة. وهكذا يتوسع مفهوم المقارنة المرجعية خارج حدود الصناعة الواحدة، وتغدو معبرة عن "مقارنة مستمرة للمنظمة واجزائها مع افضل المنظمات بصرف النظر عن الصناعة او البلد" أي "مقارنة أداء المنظمة مع الاداء الافضل في الصناعة او خارجها" باختصار أنها وسيلة للتغيير الايجابي عبر نظرة خارجية تقود الى تحسينات داخلية، وذلك عن طريق محاولة الاجابة عن سؤالين أساسيين، الاول: كيف اصبح الآخرون. الافضل؟. والثاني: كيف نكون افضل؟.، وابعد من ذلك فهي "مظاهـاة أو مباراة افضـل الافضـل –Emulating the Best of the Best-" . انها "النضال لان تكون افضل الافضل –Striving to Be Best of the Best- في المنتوجات*، الانشطة، المعالجات، الممارسات، أو غير ذلك داخل الصناعة الواحدة أو خارجها. أستخلاصا" لما سبق تمثل المقارنة المرجعية أسلوبا" للبحث عن كل ما يؤدي الى الأفضل تفردا"(افضلية أو اختلافا") عبر عملية مقارنة نظامية مستمرة لاداء المنظمة داخليا" أو خارجيا"(في مجالات معينة) مع الأفضل في نفس الصناعة، أو القادة في صناعات اخرى، لتحديد مناطق الضعف أو التأخر، ومعرفة وتطبيق افضل الطرائق التي تقود لأداء متفوق يحقق الفوز برضا الزبون، انها عملية تحسين مستمرة.
وقد سبق وان طبقت الكثير من المنظمات الصناعية مفهوم المقارنة المرجعية على المنتوج، عبر كيفية صنع واداء منتوجات المنافسين داخل الصناعة، قبل ان يمتد ليشمل مجالات اخرى أهمها انشطة دعم المنتوج. ومن ثم يتوسع خارج حدود الصناعة الواحدة الى المقارنة مع اية منظمة في مجال مشابه في التخزين او اختيار الموردين او تخطيط المصنع او غير ذلك وبصرف النظر عن الصناعة التي تنتمي اليها. وهذا ما أسهمت فيه شركة-–Xerox لاجهزة الاستنساخ الرائدة في تطوير استخدام هذا الاسلوب بهذا الشكل، سيما بعد ان شخص نائب رئيس الشركة السبب الاساس لتمكن اليابانيين من بيع منتوجاتهم عند مستوى كلفة صنع شركة -Xerox- بالآتي "اننا نقارن مرجعياً أزاء انفسنا، ولم نمتلك نظرة خارجية". وقد اوقف استخدام الشركة لهذا الاسلوب انحدار حصتها السوقية.
بماذا تقيّمه؟