المياه العذبة

يستخدم الإنسان المیاە بشکل مباشر لأغراض الشرب و الغسیل و الصناعة و لتولید الکهرباء، أو بشکل غیر مباشر کالألبسة و النقل و الغذاء، علما أن في الغذاء یستخدم أکثر قدر من المیاە إذا حسبنا مقدار المیاە المستخدمة في زرع و إرواء المحاصیل الزراعیة، لذلك اقترح العالم البریطانی جون أنطوني لمنطقة الشرق الأوسط التي تعاني من ندرة المیاە، فکرة ( إستیراد المیاە الغیر مباشر )، و یعني بهذا إستیراد الغذاء بدلا من زراعتها، بناء علی أن الزراعة تستهلك أکبر کمیة من المیاە.

أین یکون المیاە شحیحة؟ و ماذا نعني بالموارد المائیة؟

الموارد المائیة هي من الموارد الطبیعیة المتجددة، و تتکون من کمیة الأمطار و تدفقها إلی المیاە الجوفیة، أو السطحية، فالمیاە الخضراء مورد هام للنظم الإیکولوجیة بما في ذلك الزراعة، و أن مٶشر شحة المیاە یمکن معرفتە من خلال العلاقة بین المیاە الزرقاء المستخدمة ( المیاە الجوفیة و الأنهار و المسطحات ) إلی نسبة المیاە المتجددة ( المیاە الخضراء )، و هذا المٶشر لا یدل فقط علی شحة المیاە، بل یدل أیضا علی المناطق المکتظة بالسکان وثم تدهور نوعیة الموارد المائیة الطبیعیة.

یمکن تقییم کمیة المیاە في العالم Water GAP ، و ذلك حسب إستهلاك المیاە في منطقة معینة و في مساحة تقدر بـ ( 55 کم . 55 کم عند خط الإستواء )، و هي تشمل وحدات القیاس لإستخدام المیاە المنزلیة، و إستخدام المیاە لتبرید محطات الطاقة و للأغراض الصناعیة و الزراعیة ( و خاصة لأغراض الري ).

و إضافة إلی مقیاس Water GAP هناك مقیاس عالمي آخر لقیاس المیاە المستخدمة للإستهلاك و لإنتاج المحاصیل و یسمی GCWM، و هذا المقیاس لا یقیس فقط مقدار الإستهلاك للماء و الإحتیاجات المائیة للمحاصیل ( المیاە الزرقاء )، بل أیضا ما یستهلك من میاە الأمطار من خلال النتح من قبل المحاصیل، فهذە الوسیلة حدیثة جدا، تستند علی بیانات عالمیة متطورة حول الأراضي الصالحة للزراعة.

من المعروف إن میاە الأنهار تقل بسبب إستخدامها و خاصة في المجالات الزراعیة للري، و کیفیة قیاس هذە المیاە المستخدمة یحتاج إلی مجموعة واسعة من البیانات الجغرافیة و المناخیة و الفیزیاویة ، علی سبیل المثال في حالة الحصول علی معلومات حول نسبة هطول المطر في السلسلة الزمنیة بین ١٩٠١ و ٢٠٠٦ و سعة التخزین للمیاە في التربة.

أن التقییم العالمي للمیاە Water Global Assessment and Prognosis، هو قیاس نسبة هطول المطر و کمیة النتح و التبخر، ثم جریانە و تشکیل المیاە الجوفیة و المیاە السطحیة أي الأنهار، و هنا یجب أن یأخذ بنظر الإعتبار، أن کمیة المیاە في الأنهار، و حسب التقییم المناخي و نتیجة لزیادة أو إنخفاض نسبة هطول الأمطار لا تزال غیر دقیق و غیر واقعي، فقط في مناطق خطوط العرض الشمالیة ( آلاسکا و کندا و الدول الأسکندنافیة و سیبیریا ) تکون متطابقة مع التقییم العالمي للطقس ، لأنە و حسب WGP کل التقییمات تمیل إلی زیادة هطول المطر في تلك المناطق،أما في مناطق البحر الأبیض المتوسط و أمریکا الوسطی و أفریقیا فیحدث تغییرات إقلیمیة مختلفة في نسبة هطول المطر، و هذا جنبا إلی جنب مع إرتفاع درجة الحراوة، و وفقا لتقییم و حسابات WaterGAP فإن کمیة موارد المیاە الجوفیة، في شمال شرق البرازیل و البحر الأبیض المتوسط، و بحلول منتصف القرن الحادي و العشرین تنخفض بنسبة ٧٠%.

فنتیجة لتغیر المناخ، من المتوقع أیضا تغییر في نسبة هطول المطر أي حدوث أمطار غزیرة جدا أو عدم هطول أمطار نهائیا، هذا یعني من المتوقع حدوث الجفاف أو کوارث طبیعیة بسبب الأمطار الغزیرة في العالم.

في حالة إرتفاع درجات الحرارة، تکون نسبة هطول الأمطار أقل نسبیا بالمقارنة مع نسبة سقوط الثلج، و هذا یٶدي إلی المزید من جریان الماء السطحي في الشتاء و جریان أقل في فصل الصیف الجاف و إرتفاع مستوی سطح البحر،و حدوث فیضانات في المناطق الساحلیة من جهة، و سیول المیاە العذبة إلی المیاە المالحة في المسطحات المائیة الکبیرة و البحار.