0 نجمة - 0 صوت
د/ محمد عبد البديع السيد
تصنيف الكتاب: كتب الإعلام
الناشر: بحث/مؤلف جامعي
عدد الصفحات: 220
حجم الكتاب: 2.4 MB
مرات التحميل: 6244
مع زيادة عدد القنوات الفضائية وكثرة برامجها وزيادة محطات الراديو وبرامجه المختلفة فإن الجمهور في حاجة ماسة إلي مشاهدة وسماع هذه البرامج بطريقة جذابة ومشوقة ومهما كان مضمون هذه البرامج فهي في حاجة الي مخرج متمكن من أدواته التقنية والبشرية لإخراج هذه البرامج بطريقة مرضية للمشاهد والمستمع ولا يمكن لأي مخرج أن يرضي جمهوره ويشبع احتياجاتهم إلا إذا كان علي قدر كبير من العمل والمعرفة بمهنته ويكون ملماً بأصول هذه المهنة من خلال قراءاته واطلاعاته العلمية المستمرة في هذا المجال ومن هنا جاء هذا الكتاب ليسد ثغرة مهمة في عالم الإخراج.
لم ينتشر استعمال كلمة إخراج إلا منذ أواخر القرن التاسع عشر ولو أنها من الناحية العملية كانت تمارس منذ القدم وكانت ملازمة للدراما منذ نشأتها وقد عرف الإخراج في مصر القديمة في ظل الكهنة والمنشدين للأناشيد وعرفته اليونان القديمة كذلك وكان يمارس علي أيدي مدربين وممارسين وظهرت فئات الملقنين والأصوات والمؤثرات الصوتية وحتي علي ألسنة الشخصيات التي تلعب أدواراً في الدراما فمثلاً عرف الإخراج في روايات شكسبير وعلي لسان هاملت الذي كان يلقي دائماً النصائح علي الممثلين الجائلين.
وعرف الإنسان الإخراج المسرحي في فترة متقدمة جداً من التاريخ وذلك بناء علي ما وُجد في الآثار المتبقية من الإنسان القديم حيث ترك لنا دلائل واضحة وملموسة علي ممارسته للفنون المسرحية وعلي سبيل المثال المسارح المنتشرة في أرجاء المعمورة والتي يرجع تأسيسها إلي تواريخ قديمة ومن ذلك المسارح الموجودة في المخلفات الأثرية الفرعونية وفي الآثار الفينيقية والإغريقية والرومانية.
كان الإخراج المسرحي يعتمد علي حركة الممثلين علي خشبة المسرح دون التقيد بملابس أو إضاءة أو حتي دون حوار محدد ومن ذلك كانت عملية الإخراج ذاتية حيث أن كل شخصية تقدم ما تراه مناسباً وفي أحيان أخري كان أحد أفراد المجموعة هو الذي يتولي عملية القيادة التي نسميها نحن اليوم بالإخراج.
ومع تطور المجتمع البشري وتمدنه تطور المسرح وأخذ بالتخصيصية حيث أصبح يعالج مواضيع سبق التخطيط لها ومن ذلك توصل الإنسان إلي النص المسرحي وبخروج النص المسرحي دعت الحاجة إلي وجود من يتصور كيفية تنفيذ ذلك النص ومنها توصلنا إلي ما يُعرف اليوم بالمخرج الذي يضع تصوراً معيناً لتنفيذ ذلك العمل وبذلك يشرف علي التنفيذ من البداية إلي النهاية هذا ما يعرف بالمخرج المطلق أي من يقوم بكافة التصورات ومحاولة تنفيذها حرفياً.
ومع ظهور التكنولوجيا وتطور المعدات وتطور الإنسان فنياً دعت الحاجة إلي أنواع من التخصصية حيث ظهر تخصص الإضاءة وهندسة المناظر والملابس والتنكر وبذلك تعقد عمل المخرج حيث أصبح يحتاج إلي أكثر من مجهود إنسان واحد.
والإخراج المسرحي هو أقدم أنواع الإخراج التي عرفها الإنسان وكذلك هو أصعبها حيث يعتمد علي الحركة الدائمة والحوار الجذاب والتناسق في ربط المشاهد والفصول مع بعضها البعض والإخراج المسرحي هو عملية فنية إنسانية لا دخل للآلة فيها إلا في حالات محدودة جداً وفي العصر الحديث تعقد الإخراج المسرحي حيث تشعب في التخصص من المسرح الجماعي إلي المسرح الغنائي والمسرح الفردي ويشمل المسرح الجماعي نوعين من المسارح منها التراجيدي (المأساوي) والكوميدي (الضاحك) ومن ذلك يتضح مدي صعوبة العمل في الإخراج المسرحي.
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف
بماذا تقيّمه؟