5 نجوم - 1 صوت
جمال الدين بن هشام & موفق فوزي
تصنيف الكتاب: كتب اللغة العربية
عدد الصفحات: 144
حجم الكتاب: 1.5 MB
مرات التحميل: 9583
الحمد لله الذي حفظ لغتنا العربية من التهديم، وذلك بما جاء به من القرآن العظيم، المنزل علي واسطة العقد النظيم، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم. أما بعد:
يعد كتاب "الألغاز النحوية" لمؤلفه الإمام جمال الدين أبي محمد عبد الله بن هشام بن يوسف الأنصاري، من أهم وأعظم الكتب التي تناولت هذا اللون من الغموض النحوي، وعلي الرغم من صغر حجمه، فقد ترك معظم الأمور التي قد تفيد الباحث في معرفة مستعجمها وغرابة لفظها، وغموض معانيها.
ولقد ولع العرب منذ القديم بهذا اللون، وقد تفرع إلي فرعين أساسيين:
1. الألغاز النحوية: وهي التي تصيب الناحية الإعرابية للجمل والكلمات والألفاظ، كرفع المنصوب، ونصب المرفوع، وغير ذلك من العلامات الإعرابية، من مثل "لقد كان عبدَ اللهِ …" و "أقول لخالداً…".
2. الألغاز الشعرية: وهي تعد كأحاجي يستعملها الشعراء والبلغاء لوصف شئ ما دون ذكر اسمه، وفي عصر بن هشام نشط مثل هذا، ومثال ذلك قوله: "أكلت النهار.."، فقد يستغرب القارئ لأول وهلة، كيف يأكل الإنسان النهار ثم لا يلبث أن يزول هذا الغموض عندما نري أن النهار ها هنا يقصد به فرخ الحباري وهو نوع من الطيور.
وقد صنف المتقدمون من النحاة تصانيف عدة حول هذا الموضوع، فكتب الأصمعي كتاباً أسماه "معاني الشعر"، وكذلك ألف ابن قتيبة "معاني الشعر"، وابن دريد الأزدي "الملاحن" وغير لذك الكثير.
وهي نسخة حصلت عليها من أخ يمني من مدينة حجّة، عندما كنت مدرّساً فيها، كتبها محمد بن أحمد بن قاسم بن قاسم بن علي بن قاسم ابن المهدي. تقع في ست ورقات، خطها مقروء واضح، فيها نجوم حمراء اللون عند رأس البيت ووسطه وآخره، ومتوسط سطورها تسعة وعشرين سطراً.
هذا كتاب ما ألغز في الأبيات العويصة من الصواب، مما عني بجمعه وتأليفه الفقير إلي مغفرة ربه جمال الدين بن هشام الأنصاري.
إني لما نظرت في علم الغريب، ووقفت علي دقائقه، وحقائقه، وراجعت كتب العلماء وتصانيفهم وجدتها مشتملة علي أبيات من الشعر مصعبة المياني، مغمضة المعاني، قد ألغز قائلها إعرابها، ودفن في غامض الصفة صوابها. وهي في الظاهر فاسدة قبيحة، وفي الباطن جيدة صحيحة.
وقد كان العلماء المتقدمون كالأصمعي وغيره يتسائلون عنها، ويتباحثون بها، أردت أن أجمع منا ما تيسر لأوضح مشكلة، وأبين مجمله، مشيراً إلي موضع النكتة غير مشتعل بإيراد النظائر والأمثال فيوصل إلي الضجر والإملال، ليكون ذلك داعياً إلي النظر فيه، وأنساً لحافظه.
وهذا أول الإبتداء بذكر ما تيسر من إيضاح ما ألغز من الإعراب، مما وجدته منقولاً عن أئمة الغريب كالأصمعي وأبي محمد اليزيدي، وأبي علي الفارسي وغيرهم.
بماذا تقيّمه؟