0 نجمة - 0 صوت
حميد مجدي
تصنيف الكتاب: كتب السياسة
الناشر: الوردي استثمار للطبع والنشر والتوزيع، المغرب
عدد الصفحات: 529
حجم الكتاب: 7.2 MB
مرات التحميل: 1164
يتحدث الكتاب عن وقائع نقابية و سياسية جرت في منطقة ورزازات بالجنوب الشرقي للمغرب، في الفترة ما بين التسعينيات من القرن العشرين و السنوات الأولى من العشرية الثانية للقرن الواحد و العشرين. و قد عشت أدق تفاصيلها، لأنني كنت فاعلا ومسؤولا نقابيا وحزبيا. وبما أنني ورفاقي كنا مناضلين ميدانيين، يساريين ديمقراطيين، ومعارضين للاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لنظام الحكم في البلاد، فقد تعرضنا للعديد من المشاكل والأحداث التي حاولت بسطها بموضوعية وبعيون نقدية في هذا الكتاب. لعل ذلك يساعد الباحثين من مختلف التخصصات على فهم -عن قرب شديد، وبدقة أكبر- علاقات السلطة والفعل السياسي لدى الحكومات والهيئات الحزبية والنقابية على السواء، في عالمنا العربي والمغاربي.
ولأن ما حدث لم يكن لينفصل عن بنيات ثقافية وتاريخية وسياسية وطنية ومحلية مؤثرة، فقد خصصت القسم الأول من النص للتعريف ما أمكن بالمنطقة التي أنا بصدد التكلم عنها، جغرافيا و تاريخيا.
أما القسم الثاني فقد خصصته للسياسة الإدارية التي ترتكز عليها وزارة الداخلية بالمغرب من أجل ضبط ومراقبة الناس وترويضهم، والتحكم في تفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية للبلد، مستعينة بمصالحها وأجهزتها الخارجية المعممة على كل الجسم الاجتماعي وبمختلف الجهات، و بالخصوص مؤسسة العمالة (La Préfecture) التي تعبر عن السلطة في أدق تفاصيلها، ومعتمدة على موظفين من طينة خاصة جدا، تمت "صناعتهم" لتحقيق أهدافها. كما أوردتُ في نفس القسم لمخاض تأسيس وبناء أول نقابة بالعمالة على الصعيد الوطني.
القسم الثالث والرابع والخامس يتحدث عن هدر الموارد الوطنية وافتقاد النظام الاقتصادي للدولة للفعالية والمشروعية الديمقراطية، وفشل المخططات الاقتصادية والتدابير التنموية. ويتكلم عن مختلف الوقائع والمشاكل المرتبطة بمآسي المأجورين في القطاع الخاص: عمال الفنادق المصنفة، وعمال المقاولات من الباطن و شركات التدبير المفوض، وكومبارس الأفلام السينمائية، وعدد من مهنيي القطاعات غير المهيكلة.. وتمت الإشارة إلى كبريات الشركات الوطنية والدولية بالمنطقة، التي تخرق قوانين الشغل وتعتدي على المستخدَمين وتحارب العمل النقابي وتلوث البيئة ولا تؤدي ما بذمتها من قروض وضرائب للدولة.
القسم السادس يشير إلى معاناة عمال المناجم في مغرب الجنوب الشرقي، الذين يشتغلون تحت سطح الأرض بمئات الأمتار في ظروف قاسية وغير آمنه: عدم احترام شروط الصحة والسلامة والوقاية من حوادث الشغل، أدى إلى أمراض مهنية مزمنة وحوادث شغل خطيرة ومميتة. لا يمكن أن نتحدث في شركات التنقيب عن المعادن واستخراجها عن علاقة شغل طبيعية وقانونية، فهي تدير شؤون العمال بناء على علاقة سلطوية واستعبادية، ولا تطبق بتاتا قوانين الشغل الجارية وتحارب بشكل حاد أي مبادرة لتأسيس عمل نقابي يحمي المنجميين ويؤطرهم ويحصنهم. ونظرا لتغولها ووضعها الاعتباري داخل البلد فهي معفية تماما من أي مراقبة أو محاسبة أو متابعة قضائية.. القسم السابع و الثامن: يتطرق إلى مبادرات تجميع أقطاب اليسار "الجذري" في المغرب أواخر التسعينات من القرن الماضي، ومحاولاته الدؤوبة إحداث فارق في ميزان القوى السياسي المختل، ومبادراتنا على مستوى منطقة ورزازات في الاشتغال السياسي والحزبي، ومشاكل التأسيس والبناء، وتجربتنا الانتخابية، وعلاقتنا مع بعض قضايا المواطنين بالمنطقة.
القسم التاسع والعاشر والحادي عشر يشير إلى مختلف المواقف والمحطات الصاخبة، أثناء "الربيع العربي" وبعده، والتي تعرضت فيها ورفاقي وعائلتي والعمال النقابيون للانتقام ولضغط شديد وتضييق واعتقال ودسائس وهجوم كاسح، من قبل السلطات الحاكمة وأرباب العمل وأصحاب الرأسمال، وكاد ذلك أن يودي بحياتي في العديد من الأوقات.. بالإضافة إلى "الخيانة" التي تعرضنا لها من طرف قياديي النقابة العمالية التي ننتمي إليها، وترحيلي و أسرتي قسرا عن المنطقة.
الكتاب غني جدا بالوقائع و المعطيات والأخبار، وهو بمثابة وثيقة سياسية وتاريخية حول أحداث وقضايا ميدانية وواقعية يمكن أن تنتفع بها مختلف الدراسات.
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف
بماذا تقيّمه؟