0 نجمة - 0 صوت
د/ بديع القشاعلة
تصنيف الكتاب: كتب علم النفس
الناشر: المركز السيكولوجي فلسطين
عدد الصفحات: 258
حجم الكتاب: 1.1 MB
مرات التحميل: 4361
«اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ» (الروم، الآية 54).
يصف جل جلاله في آياته الكريمة، خلق الإنسان وعملية نموه، وأصله الذي من تراب. جعل الله سبحانه وتعالي عملية خلق الإنسان متسلسلة. فكان نطفة فعلقة ثم أصبح طفلاً يفكر ويشعر ويتأثر ويتعلم وينمو ثم أصبح رجلاً قوياً بعد أن كان رجلاً ضعيفاً متكلاً معتمداً، ثم عاد ليصبح شيخاً كهلاً ضعيفاً متكلاً كما كان أول أمره.
هذه صور بديعة من صور خلق الإنسان ذكرها الله تعالي في كتابه الكريم. والقرآن هو كتاب الله المنزل علي نبيه محمد ابن عبد الله خير الأنام والذي لا ينطق إلا بالحق. فدعا الإنسان إلي السعي وراء العلم، البحث والدراسة، لأن الحياة كما خلقها الله تحتاج إلي الجهد الكبير لفهمها والعيش فيها لأفضل الطرق. لقد سعت الكثير من العلوم إلي تطوير البشرية، كالطب، الفلك، الفيزياء، الكيمياء والعلوم الإنسانية.
واهتم علماء النفس والسلوك في كثير من أبحاثهم بالطفولة وأهميتها، فبحث العلماء العلاقة بين الإستعدادات العصبية والفكرية والخبرات البيئية في تطور المعرفة ونموها لدي الأطفال ونمو قدراتهم علي النطق ونمو كافة النشاطات المعرفية. وقد فند علماء النفس مراحل الطفولة إلي مراحل مختلفة ومترابطة، وتتميز كل مرحلة بما يخصها من مظاهر سلوكية. فمن العلماء مثلاً من استند في تصنيفه إلي الإهتمامات الغالبة لدي الطفل: مرحلة الطفلولة المبكرة وهي التي تتسم بالإنصراف للنشاط اللعبي، مرحلة الدراسة الواعية وهي التي يظهر فيها الميل إلي العمل بجانب النشاط اللعبي. وآخرون ذهبوا إلي شرح المراحل علي ضوء العلاقات الإجتماعية بين الطفل والمحيط: مرحلة الصلة الإجتماعية غير المعينة، حيث يكون التمييز بين الأفراد غير ثابت وضعيف، مرحلة التطور الإجتماعي، وتتميز بإندماج الطفل في الجماعة، المرحلة الواقعية، وفيها ضعف النزعة الذاتية لدي الطفل، ويأخذ الطفل بالإهتمام بالعالم الخارجي. ومن المظاهر الهامة في فترة الطفولة القدرة علي اكتساب أساليب التوافق الصحيح مع المحيط، وتلقي الخبرات والمهارات المختلفة، وتكوين العادات الإنفصالية نحو الآخرين. والطفل يحتاج إلي إمكانيات بيئية جيدة وجو إجتماعي حسن التنظيم وملئ بالخبرة والمواقف الحسنة. للأسرة ودور الحضانة ورياض الأطفال دور كبير في هذا المجال، وينبغي أن تراعيها. يري علماء النفس، إن أي تفكير مستقبلي لبناء شخصية متكاملة ومتعددة الجوانب تنطلق أساساً من المراحل الأولي في عمر الطفل.
في هذا الكتاب الذي نضعه بين ايديكم سنهتم وبعون الله بسلوك الاطفال، وهو يقوم على التوعية في هذا المجال ويهدف الى مساعدة الوالدين والمربين على التعامل الصحيح والامثل مع الاطفال. ونرى أنه وبعون الله سيكون كتاباً هاماً في مجتمعنا العربي الذي يحتاج الى مثل هذه المواضيع، هذا والله الموفق. «ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين» (البقرة، الآية 286).
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف
بماذا تقيّمه؟