تغير المناخ والسلام والأمن العالميين

يستعرض الكتاب تأثيرات تغير المناخ على الاستقرار العالمي، مشيراً إلى أنه ليس مجرد أزمة بيئية، بل تحدٍ جيوسياسي واقتصادي يعيد تشكيل العلاقات الدولية، ويؤدي إلى أزمات الهجرة وتصاعد النزاعات. يوضح الكتاب أن الأزمة المناخية الحالية، بعكس التغيرات الطبيعية السابقة، ناتجة عن الأنشطة البشرية مثل التصنيع وإزالة الغابات والانبعاثات الكربونية، مما أدى إلى تفاقم الاحتباس الحراري وخلق توترات اقتصادية واجتماعية وسياسية عميقة.

يركز الكتاب على العلاقة بين تغير المناخ وندرة الموارد، حيث يؤدي تراجع إمدادات المياه العذبة وتدهور الأراضي الزراعية إلى زيادة المنافسة والصراعات، خاصة في الشرق الأوسط ومنطقة الساحل الأفريقي. كما يجبر ارتفاع مستوى سطح البحر والظواهر الجوية المتطرفة ملايين الأشخاص على النزوح، مما يفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. من الناحية الاقتصادية، يؤدي تراجع الإنتاج الزراعي وارتفاع الأسعار إلى عدم الاستقرار السياسي، بينما تسبب الكوارث الطبيعية خسائر مالية ضخمة، وترتفع تكاليف التأمين، وتنتشر الأمراض، مما يؤثر على الصحة العامة والإنتاجية الاقتصادية.

يصف الكتاب تغير المناخ بأنه "عامل مضاعف للتهديد" حيث يزيد من تفاقم الأزمات القائمة ويؤدي إلى اندلاع نزاعات جديدة، مثل تأثير الجفاف على الصراع السوري، أو تصاعد العنف بين المزارعين والرعاة في أفريقيا. ويوضح كيف تلعب الجيوش دورًا متزايدًا في إدارة تداعيات تغير المناخ، مثل الكوارث الطبيعية وتدفقات اللاجئين.

يدعو الكتاب إلى استراتيجيات متكاملة لمواجهة هذه التحديات، ويستعرض الاتفاقيات الدولية مثل بروتوكول كيوتو واتفاقية باريس، رغم العقبات السياسية والاقتصادية التي تواجه تنفيذها. كما يؤكد على أهمية دور المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والناتو، في التعامل مع التهديدات الأمنية الناجمة عن تغير المناخ. يختتم الكتاب بالدعوة إلى تعاون دولي عاجل لتعزيز القدرة على التكيف مع التغير المناخي، والاستثمار في البنية التحتية المستدامة، وإدارة الموارد بشكل فعال لضمان الاستقرار العالمي ومنع تفاقم النزاعات.