0 نجمة - 0 صوت
أحمد فاضل
تصنيف الكتاب: كتب أطفال
عدد الصفحات: 55
حجم الكتاب: 15.9 MB
مرات التحميل: 13921
غذي عقل طفلك في القصص الرائعة والمثمرة والمميزة، واجعل لحياته مجال آخر من المتعه والمعرفة في نفس الوقت، فهذه القصص ليست فقط من أجل أن ينام طفلك بل فيها التعلم والحكمة كذلك.
كان ياما كان في غابة بعيدة يعيش أرنب مغرور، كان دائم التباهي أمام الحيوانات الأخري بسرعته الفائقة وقفزه العالي. وفي يوم من الأيام بينما كان الأرنب يتجول في الغابة صادف في طريقه سلحفاة تمشي ببطء شديد. فسخر منها وهو يضحك قائلاً: "بهذه السرعة ستصلين إلي وجهتك في فجر يوم غد.. ها ها ها"، فردت عليه السلحفاة كل هدوء: "في التأني السلامة وفي العجلة الندامة".
فأغتاظ الأرنب من جواب السلحفاة وتحداها قائلاً: "أتحداك في سباق حتي الشجرة الكبيرة في وسط الغابة". فقبلت السلحفاة التحدي بكل ثقة في النفس.
وعند إشارة الأنطلاق، ركض الأرنب كالسهم حتي أصبح غير مرئي، بينما تقدمت السلحفاة بخطوات بطيئة. وفي وسط الطريق لاحظ الأرنب أن السلحفاة بعيدة جداً فقرر أن يرتاح في ظل شجرة حتي تلحق به فيعود إلي السباق من جديد. ولكنه غط في نوم عميق فسبقته السلحفاة إلي خط النهاية، وفازت عليه في السباق بفضل مثابرتها وعدم استسلامها. وفشل الأرنب بسبب غروره وتعاليه علي بقية الحيوانات.
في يوم من الأيام وفي أحد غابات إفريقيا، بينما كان أحد الفهود يتجول قرب ضفة النهر باحثاً عن فريسة يسد بها رمقه. لمح قطيعاً من الغزلان يرعي العشب علي الضفة المقابلة.
فقال في نفسه وهو ينظر إليها: "ليتني أعرف السباحة، فأعبر النهر وأفترس غزالاً أملئ به معدتي الخاوية"، إلتفت الفهد يمنةً ويسرةً باحثاً عن شئ يمكنّه من العبور إلي الضفّة المقبلة، ولكن دون جدوي. ثم نظر وسط النهر فرأي فرس نهر يسبح في الماء ويأكل من الأعشاب التي نمت في قاعه.
فكر الفهعد قليلاً ثم توجه إلي ضفة النهر وخاطب الفرس قائلاً: "السلام عليك يا ابن عمي" فأجاب فرس النهر وقد بدت عليه علامات التعجب: "وعليك السلام، كيف تكون ابن عمي وأنت لست من فصيلتي؟ فأنت تملك جسماً رشيقاً ومرقطاً بينما جسمي ممتلئ وخالي من البقع".
فأجب الفهد في خبث: "أنا من بلد بعيد حيث تكون أفراس النهر مرقطة ونحيلة". تظاهر فرس النهر بتصديق كلام الفهد ثم قال: "حسن يا ابن عمي كيف يمكنني خدمتك؟" فقال الفهد: "هل يمكنك مساعدتي ونقلي علي ظهرك إلي الضفة المقابلة للنهر؟"
فكر فرس النهر قليلاً ثم وافق وحمل الفهد علي ظهره ليعبر به النهر. وفي منتصف الطريق توقف عن السباحة ثم قال: "بما أنك فرس نهر فبإمكانك السباحة والغطس مثلي أليس كذلك؟" فأجاب الفهد مرتبكاً: "إم م م.. بالطبع يمكنني السباحة". وبينما كان الفهد يهمهم ويبحث في رأسه عن كلام مقنع، إذ بفرس النهر يغطس به إلي أعماق النهر.
فكانت تلك الغطسة درساً قاسياً للفهد الذي نجا بأعجوبة من الغرق. وهكذا نال الفهد الخبيث جزاء خداعه لفرس النهر واستخفافه بذكائه.
في أحد الأيام عاشت عائلة أرانب في منزل صغير في سعادة وأمان. وفي فصل الصيف أصاب المكان قحط شديد فجفت كل الأعشاب ويبست وأصاب العائلة جوع شديد ولم يجدوا شئ ليأكلوه. فاضطر الأب أن يمشي بعيداً بحثاً عن طعام لعائلته. فخرج وحمل معه حقيبة قديمة ليجمع فيها ما يصادفه من طعام في الغابة. وبعد مشي طويل وجد شجرة تفاح مثقلة بالثمار. فأخذ يلتقط التفاح اللذيذ ويضعه في حقيبته حتي امتلأت وفي طريق العودة صادفه خلد، فسلم عليه وسأله عن حاله. فأجاب الخلد قائلاً: "إني جائع جداً وأبحث عن شئ أسد به رمقي".
ودون تردد أخذ بعض التفاح من الحقيبة وقدمه إلي الخلد، ثم واصل طريقه إلي المنزل. وفي منتصف الطريق اعترض سبيله قنفد. فأجاب القنفد قائلاً: "إن عائلتي تتضور جوعاً وأنا بصدد البحث عن شئ للأكل".
ودون تردد قدم الأرنب إلي القنفد من التفاح ما يكفيه ويكفي عائلته، ثم واصل طريقه. وفي طريقه صادف سلحفاة، فسلم عليها وسألها عن حالها، فأجابت السلحفاة قائلة: "أبحث عن شئ للأكل منذ الصباح ولكن دون جدوي". ودون تردد فتح الأرنب الحقيبة وقدم بعض التفاح للسلحفاة، ثم واصل طريقه إلي المنزل. وبينما كان الأرنب يمشي ويحمل التفاح علي ظهره تمزقت الحقيبة القديمة وأخذت التفاحات تتساقط الواحدة تلو الأخري في الطريق دون أن ينتبه لها.
وعندما وصل إلي بيته وهمّ ليقدم التفاح إلي عائلته، اكتشف أن الحقيبة فارغة، فحزن كثيراً وظن أن جهده ذهب سدا. وبينما كانت العائلة جالسة تتضور جوعاً إذ بالباب يطرق، فإذا بالخلد يحمل بعض الجزر وبالقنفد يحمل سلة فطر وبالسلحفاة تحمل ملفوفة جاءوا جميعاً حتي يردوا جميل الأرنب. وهكذا أكل الجميع ولم يبقي أحد جائعاً.
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف
بماذا تقيّمه؟