شجرة السنديان

شهدت البشرية في الآونة الأخيرة تطوراً هائلاً في العلوم والفنون، واتسعت مدارك العقل البشري، وبدأ الإنسان يتطلع إلي آفاق جديدة في العلم والمعرفة.

إلا أن المفارقة أن الإنسان في غمرة هذه الإكتشافات نسي أن يكتشف نفسه.

يعيش الفرد في القرن الحادي والعشرين قادراً علي التواصل والتفاعل مع الآخرين، لكنه عاجز عن فهم نفسه والحوار معها. ولا شك أن أحد العوامل الهامة التي تؤثر سلباً علي صحة الإنسان البدنية والذهنية والروحانية هي عدم قدرة الشخص علي الصلح مع نفسه.

يأتي هذا الكتاب البسيط محاولة مني لتقديم أداة تساعد القارئ علي فهم النفس من خلال مجموعة من الأسئلة التي قد لا تخطر ببال الواحد منّا في الأحداث اليومية. سمّيت هذا الكتاب "شجرة السنديان" وبرسم يرمز إلي الفصول الأربعة.

وهكذا كان الكتاب. جاء الكتاب في أربعة فصول، كل فصل يبدأ بقصة قصيرة بلون من ألوان الفصول الأربعة. ويتحدث كل فصل عن محور هام في حياة الواحد منّا.

فالفصل الأول فصل الصيف، وهو أسلوب حياتك وصفاتك وعاداتك اليومية، والفصل الثاني فصل الخريف، وهو يتحدث عن ذكريات الماضي وأثرها علي القلب والوجدان، بينما يتناول الفصل الثالث وهو فصل الشتاء علاقاتك بالعالم من حولك من عائلة وأصدقاء وزملاء وغيرهم. أما الفصل الرابع وهو المحطة الأخيرة فهو فصل الربيع وهو يعني بنظرتك إلي المستقبل وأحلامك وخططك الشخصية.. نسأل الله تعالي أن نكون من أصحاب النفوس الزكية وأن يلهمنا الإخلاص والسداد.

الفصل الأول: أسلوب حياتي:-

عندما تغوص قدماك العاريتان في رمال الشاطئ الذهبية وتمتد عيناك نحو الأفق البعيد وتتأمل مياه البحر الزرقاء والأمواج التي تداعب صخور الشاطئ، وتنصت إلي هدير الموج وتشتم نسيم البحر، تمتلئ حواسك بالطاقة والإنتعاش.

تأخذ بيدك إحدي صخور الشاطئ وترميها علي صفحة البحر. وتراقب الحلقات الدائرية وهي تتشكل وتتسع بالتدريج. حينها تدرك أن العادات اليومية تعيد تشكيل عقلك ونفسك. أسئلة كثيرة تراود ذهنك: ماذا تعودت أن أفعل كل يوم؟ هل أنا راضٍ عن عاداتي اليومية؟ كيف أطور الحسن منها وكيف أتخلص من السئ منها؟ فرصة جديدة يعطيها لك القدر للتجديد. تفكر في عادات تملأ حياتك وحياة من حولك بالبهجة والسعادة والأمل.