0 نجمة - 0 صوت
د/ بديع القشاعلة
تصنيف الكتاب: كتب علم النفس
الناشر: المركز السيكولوجي فلسطين
عدد الصفحات: 124
حجم الكتاب: 4.5 MB
مرات التحميل: 13806
في كتاب "كيف نتعامل مع الاطفال" الذي نضعه بين ايديكم وهو الكتاب الثالث للمؤلف في مجال الاطفال، سيكون الاهتمام بمواضيع عديدة تخص سلوك الاطفال وكيفية التعامل الصحيح معهم، وسنورد فيه مظاهر عديدة من السلوكيات والتى قد تثير قلق الوالدين والمربين، فنعرفها ونلقي عليها الضوء ونعطي حلولا متواضعة لها. ويقوم كتاب "كيف نتعامل مع الاطفال" علي التوعية في مجال التعامل مع الاطفال ويهدف الي مساعدة الوالدين والمربين علي التعامل الصحيح والامثل معهم.
ويمكن ان يلائم هذا الكتاب الوالدين والمعلمين والمعلمات والاخصائيين في مجال الاطفال وكل من يريد ان يستوضح سلوكا ما لدي طفله. ونري انه وبعون الله سيكون كتابا هاما في مجتمعنا العربي الذي يحتاج إلى مثل هذه المواضيع، هذا والله الموفق.
تميز مرحلة الطفولة المبكرة بالسرعة في النمو والتطور، لا ينمو الطفل جسدياً فقط، بل يصاحب النمو الجسدي أيضاً تطور في المجال الإجتماعي، اللغوي، المعرفي، الحسي، الجنسي والإنفعالي. ولكل مجال من هذه المجالات ما يميزه وفقاً للمرحلة العمرية.
كيف يدرك الطفل الأشياء:-
إن عملية التفكير لدي الأطفال، عملية معقدة ومركبة. والنمو المعرفي ليس متساو لدي جميع الأطفال، وهو مرتبط بالبيئة التي ينمو فيها الطفل وبإختلافات شاسعة بين الثقافات المتنوعة وعملية التفكير تختلف من مجتمع لآخر. مع هذا فإن الأطفال يشتركون في النمو البيولوجي وتكوين الدماغ والذي خلقه الله تعالي. وإننا لنفترض أن جميع الأطفال متشابهون في هذه الجزئية، مع اختلافات بيئاتهم ومجتمعاتهم.
استطاع علماء النفس، إثبات أن الطفل يمر بمراحل فهم وإدراك متفاوتة ترتبط بنضجه البيولوجي. وقد تطرقت العديد من الأبحاث إلي فهم كيفية تعلم الأطفال المثيرات المحيطة بهم وتمكنوا من الربط بين إدراك الطفل للمحيط، وبين عمره الزمني. وكذلك نجد أنه قد تمت الإشارة إلي هذه الفكرة، في حديث رسول الله محمد (ص)، حينما ربط إدراك الطفل وفهمه لمحيطه بالعمر الزمني. ففي حديثه (ص) يقول "مروا أولادكم بالصلاة، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشراً وفرقوا بينهم في المضاجع". يحدد الرسول الكريم (ص) فترات زمنية للتعامل مع الطفل ويربط لنا العمر الزمني مع النمو المعرفي، فقوله "مروا أولادكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً" تحديد للزمن وللوقت المناسب الذي يستطيع فيه الطفل فهم الأمور وإدراكها.
ولكي نفهم الحديث بعمق، علينا فهم مراحل نمو الطفل الأولي، فمرحلة الرضاعة تتميز بما يسمي " التقليد" إذ يقوم الطفل بتقليد حركات وأفعال الكبار مما يؤدي إلي بداية تعلمه، ويعتبر التقليد مستوي جديداً من مستويات النشاط العقلي والمعرفي. ففي بداية السنة الثانية يبدأ الطفل بإكتشاف المحيط والتعرف عليه عن قرب، كما وينمو عنده الإبتكار، فيبتكر أشياء جديدة غير مألوفة، وليس فقط مجرد التكرار عن طريق الصدفة كما كان في المراحل السابقة وإنما يبدأ بنفسه اكتشاف الموضوعات المحيطة به. وبذلك يري الطفل نفسه كمؤثر، وهو يتمسك بمفاهيم معينة للسبب والنتيجة. وكل هذا يتبين لنا حينما نري طفلنا قد زادت حركته وزاد نضجه ولعبه أو كما نقول نحن "تخريبه للبيت". إن هذا يدل علي مدي نمو الطفل من الناحية العقلية والمعرفية. وفي منتصف السنة الثانية يبدأ الأطفال بما يسمي "بدايات التفكير" إذ أنهم يجربون أفعالاً معينة في عقولهم قبل أن يجربوها في الحقيقة. وهذا ما يسميه العلماء (الإختبارات العقلية).. إلخ.
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف
بماذا تقيّمه؟