0 نجمة - 0 صوت
فراجي زكرياء
تصنيف الكتاب: قصص وروايات
الناشر: دار المجدد
عدد الصفحات: 251
حجم الكتاب: 0.8 MB
رواية تحمل فى طياتها جنون الدراما والخيال أمام مرآة عاكسة للواقع بشكل جرئ وسلس فى الوقت نفسه.. تعتبر هذه الرواية صورة بديعية في فن الكوميديا السوداء لكونها تمتاز بالذكاء والمرونة في وصف الواقع السوسيونفسي الذي يعيشه الفرد البسيط وراء الستار المزخرف بالورود والأوهام الكاذبة ، ورغم أن هذا الكتاب ينتقد مختلف شرائح المجتمع إلا أنه لم يتردد في لمس الحقيقة حول مختلف جوانبها بهدف الوصول الى رسالة مفادها أن الحل الوحيد لأزماتنا هو التشبث بالمبادىء والمواقف الصادقة ليتكون بداخلنا ذلك الانسان الحقيقي الذي يغير الأشياء من حوله بدلا من الخضوع لها.. إنسان يفهم عمق الخلل فيعيد مراجعة ذاته بصراحة ليتأكد في الأخير أن المجتمع في أمس الحاجة للاستعانة بالشعور والأحاسيس من أجل صناعة جو من المحبة والتراحم ، فلا يمكن أبدا ان نصل الى الحياة السعيدة ونحن نخيط حياتنا على مقاس معقد يرهق كاهلنا ، ومنه يجدر بالقارىء التعمق في مجريات الرواية جيدا ليفهم بتأني تلك الفكرة الغامضة التي أراد الكاتب بعثها للمجتمع من أجل تفكيك العقدة قبل أن نتعقد جميعا ونتحول إلى وحوش بدلا من أن نكون بشرا صالحين.
يمكن القول بأن هذا الكتاب جاء بقفزة جديدة في الطرح الفكري بأسلوب غير متعود عليه في الساحة الأدبية نظراً لإعتماد المحتوي علي المنهج السوسيونفسي في السرد، هذا ومن جهة أخري فإن المحتوي يحمل في طياته جنون الدراما والخيال أمام مرآة عاكسة للواقع بشكل جرئ وسلس في الوقت نفسه، وما هو أجمل في عمق هذه التحفة الأدبية أن القارئ يجد نفسه مرتبطاً مع كل فصول النص من حين لآخر.
الفاتح من ديسمبر..
في الأول من ديسمبر 2018 اشتد البرد بشمال إفريقيا وفي نفس الليلة دخل المدعو بوليفيا إلي المنزل متأخراً علي غير العادة، انتزع حذاءه الأبيض بسرعة ورمي جواربه القذرة في الحمام، فتح الثلاجة فوضع بداخلها علبة الحليب ثم توجه إلي الصابون، وقف هنيهة يستحضر نفسه حتي اقترب من المائدة ليحط عليها كيس التفاح، وبعدئذ جلس مباشرة علي الكرسي يقابل جدته التي تداعب القط بيديها وتتفرج علي التلفاز، كان في البيت دوماً شعوراً بالهدوء خاصة وأن أثاث البيت من النوع القديم الذي يبعث شئ من الحنين إلي القلب، فبمجرد أن تدخل غرفة الجلوس تستضيفك مروحة جمالية معلقة علي الحائط المقابل ولأنها كبيرة يمكن للمرء أن ينتبه إلي كل تفاصيلها، تزينها سماء زرقاء صافية تحمل معها غيوماً وردية وأخري بيضاء يتوسطها طائران عظيمان كأنهما يحومان أمام شلال كبير ينبعث قرباً من كوخ صغير يقع بأسفل جبال ضخمة مغطاة بأوراق الشجر المتدلية هنا وهناك تترك المتأمل يتتبعها حتي يلتفت مباشرة إلي زاوية الجدران أين توجد ورود عباد الشمس بلونها الأصفر الزاهي لا تبعد كثيراً عن ساعة قديمة بداخلها ميزان وتمثال صغير لرجل يضب الجرس…
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف
بماذا تقيّمه؟